الوزير الاسبق منصور معلى يكشف لـ »الصريح » تفاصيل صعود بن علي
أرعب بورقيبة بفزاعة النهضة فانخدع فيه وحول إلى أعلى المناصب
محمد عبد المؤمن
جريدة « الصريح » 2 ماي 2011
لماذا ترى أن نظام الترشح الفردي هو الانجح؟
في هذا النوع من الاقتراع تكون الدائرة صغيرة والمترشح واحد والناس تعرفه وتفهمه باعتبار انه ينتمي الى المنطقة ويعرف مشاغلها ومشاكلها ومن هنا يمكنهم محاسبته ومساءلته اما اذا كانت الدائرة كبيرة فلا يقع التصويت للشخص بل للحزب عوض الأسماء. فالفرد هنا سلم امره للزب ليضع من يحب والآن بعد حرمان الشعب التونسي طوال خمسين عاما منالانتخابات الصحيحة لا المزيفة نقول صوتوا للقائمة وهذا خطأ فالتصويت الصحيح يجب أن يكون على الأفراد حتى يتمكن الناخبون من محاسبتهم اذا اخطؤوا وفق ما أعلنوه من وعود في برامجهم الانتخابية اما في القائمة فمن سيحاسبون؟ رئيس الحزب مثلا وهو أمر يجب أن نحطاط له.
بعد نجاح الثورة في خلع بن علي وتكشف ما كان مستورا حول فساده هناك سؤال يفرض نفسه وهو كيف لبورقيبة أن يعين شخصا كهذا وزيرا أول؟
لفهم هذا الأمر يجب أن نعود لعام 1974 فهذا الشخص لم يأت الى السلطة فجأة، بن علي لم يكن معروفا حينها حتى منا نحن الوزراء في الحكومة بل لم نكن نسمع به مطلقا كان نكرة الى هذا التاريخ أي 1974 فعندما وقعت الوحدة بين تونس وليبيا قدمت قائمة بأسماء الوزراء في الحكومة المشتركة اي حكومة الوحدة بين تونس وليبيا وفي اخر هذه القائمة وجدنا اسما لا نعرفه هو زين العابدين بن علي والصفة مكلف بالامن العسكري وتساءلنا حينها من أين جاء هذا وهل هناك من يعرفه ؟ الجواب كان بالنفي فلا وزير الداخلية يعرفه ولا وزير الدفاع ولا الوزير الاول وقد كان الهادي نويرة حينها، من هنا دخلنا الشك وتيقنا بانه أبرم اتفاقات مع ليبيا وبالتالي لا يمكن الوثوق به ثم في أواخر 1977 حصل خلاف بين الهادي نويرة ووزير الداخلية الطاهر بلخوجة الدي اعترض على قمع الطلبة وألقى خطابا في البرلمان انتقد فيه سياسة القمع. المهم ان نويرة اراد ابعاده لوما سافر الى نيس بفرنسا عام 1977 في ديسمبر تحديدا أبعد بلخوجة بعد موافقة بورقيبة وتم تكليف بن علي بالامن ثم جاء الخلاف مع الحبيب عاشور والنقابات وما عرف باحداث جانفي 1978 وحصلت مظاهرات كبرى فكلف بن علي بقمع هذه الاحتجاجات والمظاهرات ومات المئات من الشعب التونسي وفي الثمانينات جاءت احداث قفصة وحصلت الجلطة الدماغية للهادي نويرة وسمى محمد مزالي وزيرا أول وبعدها حدثت اضطرابات الخبز عام 1984 وكنت خرجت من الحكومة في عام 1983.
بعد احداث الخبز ارجع بن علي وقد كان سفيرا ووقتها تكونت التيارات الاسلامية ومحاكمة ما صار يسمى « الخوانجية » ووقع قمعهم وفي هذه الفترة قدم بن علي الاسلاميين لبورقيبة كفزاعة لتبرير قمعهم الى ان اضمحل نظام الحكم وجاء بن علي وعين مديرا للامن فكاتب دولة لدى وزير الداخلية فوزيرا اول وكل هذا حصل في اقل من شهرين فالرجل قدم على انه منقذ الامة ومنقذ الحزب وبعد هروب مزالي وموت نويرة فرغت الساحة له ولمن معه وبعد تسميته وزيرا اول بفترة وجيزة نقذ انقلابا على بورقيبة رغم ان الكثيرين حذروا الرئيس منه حينها.
لو كان بورقيبة وقتها هو بورقيبة الذي نعرفه لما حصل كل ذلك ولما وصل بن علي إلى الحكم. واختم بالقول ان هناك معلومات تؤكد أن بن علي كان في مروحيته يطلق النار على المتظاهرين في احداث 78 !!